الشباب والصداقه

بسم الله الرحمن الرحيم

ظهر في مجتمعاتنا مؤخراً نوعان غريبان من أنواع الصداقة بسبب تخلفهم عن اختبار أصدقائهم وهما :

1- أصدقاء العاطفة "صداقة العاطفة":

في بعض الحالات يتعلق الشباب بالأصدقاء ويحبونهم إلى الدرجة التي يتخلون فيها عن والديهم ويخلقون عندهم انطباعاً حول وجود حالة عدم تفاهم مع الوالدين.

أن عدم الانسجام هذا ينشأ في حالات كثيرة عن عيوب نفسية وأمراض روحيه وسوء التربية في الطفولة ,ويمكن السيطرة إذا اتخذا تجاهها الأباء والمربين مواقف محسوبة ودقيقة وبالتالي تغيير تلك الأفكار .

هذه الصداقات عميقة عمقاً عجيباً بحيث من غير اليسير لنا معرفة جذورها الحقيقية وعلى الظاهر علينا أن نعدها جزءً من مراحل النمو الطبيعية فهؤلاء الشباب يصرون على انتخاب واختيار أصدقائهم بأنفسهم وعلى كونهم أحراراً في اختيار هيئاتهم ويحبون أن يتصرفوا بصوره مماثله لتصرفات بعض أترابهم ومماثليهم في السن والإنتماء إلى جماعاتهم وبإمكان الكبار أن يؤثروا بقوة إذا ما ساهموا في بعض نشاطاتهم فهؤلاء يقيمون صداقتهم على أساس عاطفي ولذا فإنهم دائماً ما يسعون لإثارة اهتمام أصدقائهم وأحياناً تكون هذه الصداقة إمتداداً لعلاقة الناشئة أيام الطفولة ونلاحظ أنها علاقة نقيه وخالصة وتتصف بتبادل التضحية والحب الحقيقي لكنها سرعان ما تتحول إلى نفور بمجرد مشاهدة أقل خطأ وفي نفس الوقت يمكن أن يختارهم كأصدقاء يتبادل معهم الأسرار وحتى العلاقات غير السليمة.

2- صداقة الصدفة:

الشاب سهل وسريع اختبار الصديق لأنه يهتم بإحساساته العابرة و دوافعه العاطفية أكثر من التفاته إلى الحسابات العقلية الدقيقة , ولهذا تراه قد ينجذب نحو شخص لم يره في حياته قط أو يعرف عنه شيء سوى أنه التقاه مره عن طريق الصدفة ويتخذه قريباً دون إطلاع على صفاته الأخلاقية, حتى أنه يقيم أعمق علاقة معه دون أن يحسب لذلك حساباً , ومن المعلوم أن علاقة الصدفة قد تجلب ثمرات أو عواقب وخيمة قال الإمام علي عليه السلام " من اتخذ أخاً من غير اختبار ألجأه الإضطرار إلى موافقة الأشرار ".

وغالباً ما تحصل علاقات الصداقة بين الشباب المتقارب في السن وفي الجنس الواحد , ويتم اختيار الشخص بعد ود مفاجئ بواسطة قوة محركه خاليه من التفكير والتأمل ...........

حادثة الصدفة هذه خدمه قدمت في ظرف عسير أو نتيجة حجب الثقة عن صديق