بسم الله الرحمن الرحيم
أملا قلبك بالتفائل والأمل
تصادف الإنسان عثرات في هذه الحياة التي يسعى الإنسان فيها لتحقيق رغباته سواء كانت هذه الرغبات دينيه أو دنيويه , فإما أن يتخطى هذه العثرات فينجو و إما أن يتعثر فيها فيهلك .
والإنسان الضعيف هو من يضعف عن الوقوف عند أول وقعة فما أن يحاول تبرير أثر الوقعة الأولى بوقوفه ألا ويقع مرة أخرى في عثرة أكبر بسبب اليأس الذي تأصل في نفسه . فكيف يواصل واليأس والخذلان في نفسه , وطوق عدم النجاح يحيطه ويعيقه ويكبل كل جزء في حياته وعزيمته تتلاشى شيئاً فشيئاً , فيصل إلى الهلاك وهي النتيجة الحتمية التي تنتظر كل يائس متشائم ؟
ألا يسمع أو يقرأ قول الإمام علي عليه السلام وهو يقول :
ولا تيأس فإن اليأس كفر لعل الله يغني من قليلِ
ولا تظنن بربك غير خير فإن الله أولى بالجميل
وفي مقابل هذا اليأس القاتل يأتي الأمل المشرق بكل الفرح والبهجة, وليس الأمل وحده , بل النسيان . الفشل السابق . فالأمل لأنه بنسيان الفشل تتكون دعامة الأمل وتنمو في نفس الإنسان . والإنسان القوي من اتصف بتلك الصفتين لا من يملك جسماً قوياً أو ساعداً مفتولاً ويتصف أيضاً بالحكمة والصبر ولا نبالغ فنقول : إنه يتخطاها مهما كانت بالمحاولات المتكررة التي تنم عن قوة إيمان ويستمتع ويجد لذة وهو يستصغرها , فهو يجد في تغلبه عليها شموخه وعزته وعلو همته , فهو كربان سفينة في وسط بحر هائج لا يعرف له قرار , صنع سفينته من ألواح التوكل , ونسج شراعها من الصبر وبالصبر , وقاد دفتها بالأمل والنسيان .
أو أمل الوصول ونسيان الفشل , يصارع الأمواج بكل ما أوتي من قوة ليصل إلى مرسى سفينته الخصب الممهد , وهذا المرسى بدوره كالحديقة الغناء يقطف من جنباتها الزهور ويستروح من عبيرها النجاح .
أعلل النفس بالآمال أرقبها وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل